ترامب يوجه ضربة "مؤسفة" للعبادي قبل مؤتمر الكويت

ذكر مسؤولون امريكيون وغربيون أن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي اموال في مؤتمر لإعادة إعمار العراق في الكويت الأسبوع المقبل.

اربيل (كوردستان 24)- ذكر مسؤولون امريكيون وغربيون أن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي اموال في مؤتمر لإعادة إعمار العراق في الكويت الأسبوع المقبل في خطوة يقول محللون إنها قد تمثل ضربة جديدة لمكانة واشنطن على الساحة الدولية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول امريكي إن بلاده لا تعتزم اعلان شيء فيما يتصل بالمساعدة المالية في المؤتمر الذي سيحضره وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

وأضاف أن تيلرسون ربما يقرر إعلان مساهمة أمريكية قبيل المؤتمر الذي سيحضره رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكبار المسؤولين.

وبدلا من المساعدة المالية ستشجع واشنطن استثمارات من القطاع الخاص والاعتماد على دول الجوار الخليجية خاصة السعودية لضخ أموال هناك في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال خلال حملته الانتخابية في 2016 إنه إذا انتخب "سينتهي عهد بناء الدول".

ويقول العبادي إن بلاده تحتاج ما يصل إلى مئة مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتداعية والمدن التي تعرضت للدمار بسبب القتال ضد داعش.

ولدى سؤالها عن أي إعلان ستقوم به الحكومة الأمريكية بشأن مساهمات في المؤتمر قالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "لست على علم بأي أمور سنعلنها".

وفي رد على سؤال لوزارة الخارجية الأمريكية عن غياب المساهمات الأمريكية أشار مسؤول آخر إلى مليارات الدولارات التي تعهدت الولايات المتحدة بدفعها في صورة قروض تمويلية وللإنفاق على إعادة الخدمات الأساسية في مدن وبلدات عراقية فور انتهاء القتال.

وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه "الاحتياجات الفورية اللازمة للاستقرار ضخمة والموارد الأمريكية وحدها لا يمكن أن تفي بتلك الاحتياجات الحالية والملحة.. ناهيك عن دعم عمليات إعادة الإعمار على المدى الطويل".

وأضاف المسؤول أن واشنطن تدعم بقوة المؤتمر وسوف "تواصل العمل مع حكومة العراق والمجتمع الدولي للمساعدة في تلبية احتياجات الشعب العراقي وهو يستعيد بلاده ويعيد بناءها".

وضخت الولايات المتحدة، التي اطاحت بصدام حسين عام 2003، مليارات الدولارات في العراق.

وفي كانون الثاني يناير قالت الولايات المتحدة إنها تعتزم تخصيص 150 مليون دولار لعمليات إعادة الاستقرار في 2018 وهي أموال ستذهب لإعادة المرافق الأساسية وكمنح للمشروعات الصغيرة بما يرفع مساهمة واشنطن الإجمالية في العراق إلى 265.3 مليون دولار منذ 2015.

وقدمت الحكومة الأمريكية 1.7 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للعراق منذ عام 2014 مما جعلها أكبر مانح منفرد في الأزمة العراقية.

وبسؤال مسؤول غربي، عما إذا كانت واشنطن ستعلن أي مساهمات مالية في المؤتمر لتمويل مشروعات إعادة البناء طويلة الأمد أجاب قائلا "لا شيء على الإطلاق".

وأحجم مظهر صالح، وهو المستشار الاقتصادي للعبادي، عن تأكيد أو نفي امتناع الولايات المتحدة عن دفع المزيد من المساهمات.

وقال جيمس جيفري، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في العراق، إن الولايات المتحدة ضخت بالفعل "مليارات ومليارات من الدولارات في العراق" من أجل القتال ضد داعش وتزويد القوات العراقية بالعتاد والمساعدات الإنسانية.

وتابع "حقيقة أننا لن نساهم بأي أموال ستضعف موقفنا وهذا أمر مؤسف".

ويأتي هذا فيما برزت إيران بصفتها صانع القرار السياسي الأساسي في العراق بعد سحب الولايات المتحدة قواتها في 2011 مستغلة لتحقيق ذلك علاقاتها الوثيقة بالشيعة في البلاد.